المرصد العسكري – 23 آب 2025
أفادت وزارة الدفاع الأمريكية أن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 1000 حاوية من الأسلحة والذخيرة بما في ذلك الصواريخ الباليستية التكتيكية KN-23 إلى روسيا في تشرين الأول 2023. ويمثل هذا التطور تصعيدًا كبيرًا في تورط كوريا الشمالية في الصراع الأوكراني.
تشير الصور التي نشرتها الولايات المتحدة إلى تراكم كبير لهذه الحاويات في ناجين، وهي مدينة ساحلية كورية شمالية بالقرب من الحدود الروسية. وبحسب ما ورد تم نقل هذه الأسلحة عبر روسيا إلى موقع بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وتأتي هذه الأخبار وسط شكوك حول الدعم العسكري الذي تقدمه كوريا الشمالية لروسيا. وعلى الرغم من الدعم الواضح الذي أبداه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للغزو الروسي لأوكرانيا، فإن المسؤولين الأميركيين لم يروا حتى الآن أي دليل ملموس على المساعدة العسكرية النشطة التي تقدمها كوريا الشمالية لروسيا. لكنهم حذروا من أن أي مساعدة من هذا القبيل ستكون لها تداعيات خطيرة على بيونغ يانغ.
وردا على هذه الادعاءات، نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بشدة تلقي أي أسلحة من كوريا الشمالية. وأكد أن روسيا ستحافظ على علاقاتها مع كوريا الشمالية وستعززها رغم هذه الاتهامات.
التحليل
يشكل التعاون الدفاعي بين كوريا الشمالية وروسيا تاريخًا معقدًا، شكلته التحولات الجيوسياسية والمصالح الاستراتيجية. تاريخياً، خلال الحرب الباردة، كان الاتحاد السوفييتي حليفاً رئيسياً ومورداً للأسلحة لكوريا الشمالية، حيث قدم مساعدات وخبرات عسكرية كبيرة. وساهمت هذه العلاقة بشكل كبير في تطوير القدرات العسكرية لكوريا الشمالية. ولكن مع انهيار الاتحاد السوفييتي، ضعف هذا التحالف، ونأت روسيا بنفسها، في ظل مناخ سياسي جديد، عن كوريا الشمالية، وانحازت أكثر إلى المصالح الغربية.
في السنوات الأخيرة، كانت طبيعة التعاون الدفاعي بين كوريا الشمالية وروسيا موضوعا للتكهنات والجدل، خاصة في سياق العقوبات الدولية والعزلة الدبلوماسية التي يواجهها كلا البلدين. وتشير الادعاءات، مثل تلك التي تتهم كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة وسط الصراع في أوكرانيا، إلى احتمال إحياء أو تكثيف التعاون العسكري.
تشير هذه التطورات إلى أن تورط كوريا الشمالية في الصراع الأوكراني قد يكون أكثر خطورة مما كان يعتقد في البداية. إذا ثبت أن كوريا الشمالية قد زودت روسيا بالأسلحة، فقد يكون ذلك له عواقب وخيمة على العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وحلفائها.
ماهي قدرات ومواصفات صاروخ KN-23
صاروخ KN-23 هو صاروخ باليستي قصير المدى كوري شمالي، تم تطويره في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. يشبه الصاروخ إلى حد كبير صاروخ إسكندر-إم الروسي، ويعتقد أنه يعتمد على التكنولوجيا الروسية.
يعمل الصاروخ بنظام دفع بالوقود الصلب يتيح إعدادًا أسرع للإطلاق مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل. الصاروخ قادر على حمل مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية، بما في ذلك الرؤوس الحربية التقليدية وربما النووية، مما يجعله سلاحًا متعدد الاستخدامات في ترسانة كوريا الشمالية. ويتضمن تصميمه مسارًا شبه باليستيًا، مما يسمح للصاروخ بالمناورة أثناء الطيران، مما يزيد من صعوبة اعتراضه بأنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية.
يبلغ مدى الصاروخ KN-23 حوالي 450-700 كيلومتر، ويمكنه حمل رأس حربي يزن حوالي 1000 كيلوغرام. يتميز الصاروخ بقدرة المناورة العالية، مما يجعله هدفًا صعبًا للدفاعات الجوية.
وهذا يضع جزءًا كبيرًا من شبه الجزيرة الكورية وأجزاء من اليابان في متناول يده ونظام توجيه الصاروخ متقدم، مما يوفر دقة محسنة مقارنة بالصواريخ الباليستية الكورية الشمالية الأقدم.
وتشكل هذه الدقة المعززة، إلى جانب قدرتها على المناورة وأوقات الطيران القصيرة نسبياً، تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الصاروخي الإقليمية، مما يزيد من التهديد الاستراتيجي الذي تشكله كوريا الشمالية في سياق أمنها الإقليمي.
تم اختبار الصاروخ KN-23 لأول مرة في عام 2017، وتم إطلاقه بنجاح عدة مرات منذ ذلك الحين. يُعتقد أن الصاروخ قد دخل الخدمة في الجيش الكوري الشمالي في عام 2020.
تتمثل القدرات الرئيسية لصاروخ KN-23 في:
- المدى: يمكن أن يصل الصاروخ إلى أهداف على بعد 450-700 كيلومتر.
- الدقة: يتميز الصاروخ بدقة عالية، مما يجعله سلاحًا فعالًا ضد الأهداف العسكرية والبنية التحتية.
- المناورة: يتمتع الصاروخ بقدرة عالية على المناورة، مما يجعله هدفًا صعبًا للدفاعات الجوية.
يشكل صاروخ KN-23 تهديدًا خطيرًا للولايات المتحدة وحلفائها في شرق آسيا. يتميز الصاروخ بقدراته المدمرة، ويمكن استخدامه لشن ضربات دقيقة ضد أهداف بعيدة المدى.